words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الأحد، 26 يناير 2020

النهي عن الصلاة بعد العصر إلا والشمس مرتفعة أو بيضاء نقية




(22) "لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة".

ضعيف - أخرجه أحمد 1/ 130، وابن خزيمة (1286)، والدارقطني في "العلل" 4/ 148 عن إسحاق بن يوسف، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة. قال سفيان: فما أدري بمكة يعني أو بغيرها".
وإسناده ضعيف، وفيه علل:
الأولى: عاصم بن ضمرة، قال ابن عدي في "الكامل" 6/ 387:
"عاصم بن ضمرة لم اذكر له حديثا لكثرة ما يروي عن علي مما تفرد به، ومما لا يتابعه الثقات عليه، والذي يرويه عن عاصم قوم ثقات البلية من عاصم ليس ممن يروي عنه".
وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 125-126:
"يروي عن علي، روى عنه الحكم بن عتيبة وأبو إسحاق السبيعي، كان رديء الحفظ فاحش الخطأ يرفع عن علي قوله كثيرا، فلما فحش ذلك في روايته استحق الترك، على أنه أحسن حالا من الحارث".
والثانية: أبو إسحاق السبيعي مدلس، ولم يصرّح بسماعه.
والثالثة: قال الدارقطني:
"حدث بهذا الحديث إسحاق الأزرق، عن الثوري...ولم يتابع عليه، والصحيح حديث منصور، عن هلال بن يساف" وسيأتي الكلام عليه في الطريق الأخرى.
وقال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 7/ 315 ترجمة الأزرق: "ربما غلط".
وهو محرّف في المطبوع من "الطبقات" إلى "خلط"، وقد نقله عنه على الصواب الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 6/ 318، والمزي في "تهذيب الكمال" 2/ 500، والحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 1/ 257.
وقال الإمام أحمد كما في "العلل" (1468):
"الأزرق كثير الخطأ عن سفيان، وكان الأزرق حافظًا، إلا أنه كان يخطئ".
وقد أشار الإمام أحمد في "مسنده" إلى خطأ الأزرق في هذا الحديث فإنه بعد أن ذكر حديث وهب بن الأجدع عن علي مرفوعا "لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة"، فأتبعه بقوله:
"وحدثناه إسحاق بن يوسف، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عاصم...الحديث".
ففيه إشارة إلى خطأ إسحاق الأزرق إذ جعله من رواية أبي إسحاق.
والرابعة: قال ابن خزيمة:
"هذا حديث غريب".
قلت: وجه الغرابة فيه أن متن هذا الاسناد هو أن "رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي على إثر كل صلاة مكتوبة ركعتين إلا الفجر والعصر".
أخرجه أبو داود (1275)، والنسائي في "الكبرى" (339)، وأحمد 1/ 124 و 130، وعبد الرزاق (4823)، وابن أبي شيبة 2/ 350، وعبد بن حميد (71)، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 144، والبزار (674)، وأبو يعلى (573) و (617)، وابن خزيمة (1196)، وابن الأعرابي في "المعجم" (2321)، والطحاوي 1/ 303، وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص 240)، والبيهقي 2/ 459 من طرق عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 246 وقرن بالثوري: مسعر بن كدام.
وفي إسناده محمد بن القاسم الأسدي وهو متهم بالكذب.
وتابع الثوريَّ: مطرف:
أخرجه البزار (689) من طريقه، عن أبي إسحاق به.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/ 69 من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي به.
وقال الدارقطني:
"والمحفوظ حديث عاصم عن علي".
وله طريق أخرى عن علي:
أخرجه أبو داود (1274)، والنسائي (573)، وفي "الكبرى" (371) و (1564)، وأحمد 1/ 80-81 و 129 و 141، والشافعي في "الأم" 7/ 175، والطيالسي (110)، وابن أبي شيبة 2/ 348-349، والفاكهي في "أخبار مكة" (514) و (515)، وأبو يعلى (411) و (581)، وابن الجارود في "المنتقى" (281)، وابن خزيمة (1284) و (1285)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5268) و (5269) و (5270) و (5271)، والمحاملي في "الأمالي" (179)، وابن المنذر في "الأوسط" (1085)، وابن حبان (1547) و (1562)، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 34-35، وابن حزم في "المحلى" 3/ 31، والبيهقي 2/ 459، وفي "المعرفة" (5236)، والضياء في "المختارة" (763-766)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 1/ 39، والمزي في "تهذيب الكمال" 31/ 112-113 من طرق عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يَسَاف، عن وهب بن الأجدع، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة".
وفي لفظ: "لا يصلى بعد العصر إلا أن تكون الشمس بيضاء نقية".
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5272) من طريق شريك، عن منصور، عن سالم وهو ابن أبي الجعد، عن وهب بن الأجدع به.
شريك هو القاضي: وهو سيء الحفظ، وقال الدارقطني في "العلل" 4/ 148:
"والصحيح حديث منصور، عن هلال بن يساف".
وقال ابن خزيمة:
"سمعت محمد بن يحيي يقول: وهب بن الأجدع قد ارتفع عنه اسم الجهالة، وقد روى عنه الشعبي أيضًا وهلال بن يساف".
وقال الذهبي في "اختصار السنن الكبرى" 2/ 890:
"إِسناده مع نكارته صحيح فإِن وهبًا كبير يروي عن عمر وعلي، حدث عنه الشعبي أيضًا، وقال المؤلف - يعني: البيهقي -: ليس بمخرج في (الصحيحين) وهو فرد، وما مضى في النهي أكثر وأصح، فهو أولى أن يكون محفوظًا، وجاء عن علي بخلافه".
وقد أحسن صاحبا "تحرير تقريب التهذيب" 4/ 69 في تعقبهما الحافظ في "تقريبه" إذ قال: (ثقة)، فقالا:
"بل: مقبولٌ، فقد روى عنه اثنان فقط، ووثقه العجلي المعروف بتساهله في توثيق الكوفيين، وذكره ابن حبان في (الثقات)".
وفي كلام ابن خزيمة إشارة إلى جهالة حال وهب بن الأجدع، وأنّى لنا سبر حديثه، وليس له في الدنيا إلا هذا الحديث المرفوع، وأثر عن عمر بن الخطاب، وقد وثقه العجلي وابن حبان!، وهما معروفان بالتساهل الشديد في هذا الباب، وحديثه هذا مخالف لما في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة وأبي سعيد وعائشة وغيرهم من النهي المطلق عن الصلاة بعد العصر، ولا يقال يحمل المطلق على المقيد لأن هذا إنما يكون في الحديث الثابت الذي لا يتسرب إليه الشك، ثم لو كان هذا القيد صحيحا لجاء في الأحاديث الصحيحة الآنفة الذكر، بل الثابت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يضرب الناس عليها، فلو كان هذا الحديث ثابتا لاحتجّ به مَن يصلي في هذا الوقت، وقال البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 3/ 442:
"ووهب بن الأجدع لم يحتج به صاحبا الصحيح، فلا يقبل منه ما يخالف فيه الحفاظ الأثبات، كيف وهم عدد، وهو واحد".
وذكر الأثرم حديث وهب بن الأجدع في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (ص 105) ثم قال:
"هذا...مخالفٌ للأحاديث".
وقال الإمام الشافعي:
"ولا أحد علمناه يقول بهذا بل نكره جميعا الصلاة بعد العصر والصبح نافلة".
ومن الممكن أن يكون أصل حديث وهب بن الأجدع ما أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 327 عن حفص، عن أبي العنبس، قال: سألت أبي، قلت: صليت مع علي فأخبرني كيف كان يصلي العصر؟ فقال:
"كان يصلي العصر والشمس مرتفعة".
وإسناده ضعيف، أبو العنبس هو عمرو بن مروان: صدوق كما في "التقريب".
ووالده هو مروان النخعي: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 370، وسكت عنه، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 272، وقال:
"روى عنه عمران سمعت أبي يقول ذلك ويقول: هو مجهول".
وحفص هو ابن غياث.
ومثله عن أنس، وغيره "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حية" متفق عليه، وانظر الحديث رقم (78) من كتابي "أحاديث الأحكام رواية ودراية"، وما ذُكر تحته، والله الموفق.

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام