words' theme=''/>

علوم أهل الحديث والأثر (الأحاديث الضعيفة)

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الاثنين، 29 يونيو 2020

النهي عن أن يوطن الرجل المقام كما يوطن البعير


 

(23) "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن ثلاث: عن نقرة الغراب، وعن افتراش السبع، وأن يوطن الرجل المقام كما يوطن البعير".

 

ضعيف - أخرجه أبو داود (862)، وأحمد 3/ 428، وابن المنذر في "الأوسط" (1450)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 174، والبيهقي 2/ 118 و 3/ 239 من طريق يزيد بن أبي حبيب، وأبو داود (862) من طريق الليث بن سعد، والنسائي (1112)، وفي "الكبرى" (700) من طريق سعيد بن أبي هلال، وابن ماجه (1429)، وأحمد 3/ 428 و 444، وابن أبي شيبة 1/ 258 و 2/ 91، والدارمي (1323)، وابن خزيمة (662) و (1319)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6179)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 170، وابن المنذر في "الأوسط" (2525)، وابن حبان (2277)، وفي "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (13497)، وفي "الثقات" 9/ 229، وابن عدي في "الكامل" 2/ 283، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 174، والحاكم 1/ 229، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4608)، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 223-224، والبيهقي 12/ 18 و 3/ 238-239، وفي "الخلافيات" (2245)، والبغوي في "شرح السنة" (666)، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/ 165 من طرق عن عبد الحميد بن جعفر، أربعتهم عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن تميم بن محمود، عن عبد الرحمن بن شبل، قال: فذكره.

وفي لفظ: "وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير".

وقال الحاكم:

"هذا صحيح الإسناد، ولم يخرجاه لما قدمت من التفرد عن الصحابة بالرواية" وأقره الذهبي!

قلت: بل ضعيف، تميم بن محمود: قال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 154:

"في حديثه نظر".

وذكره العقيلي والدولابي وابن الجارود في "الضعفاء"، وقال العقيلي 1/ 170:

"لا يتابع عليه".

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2201) من طريق عبد الله بن عبد الله الأموي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم، عن عمه،

عن أبيه به.

وإسناده ضعيف، عبد الله بن عبد الله الأموي: لين الحديث، وقد تقدّم آنفا من طرق عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن تميم بن محمود، عن عبد الرحمن بن شبل.

وله شاهد من حديث عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه:

أخرجه أحمد 5/ 446-447 عن إسماعيل ابن علية، ومسدد كما في "إتحاف الخيرة" (1146) حدثنا بشر، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1051) من طريق هشيم، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 232 من طريق يزيد بن زريع، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (289) من طريق سلام، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3407)، والمزي في "تهذيب الكمال" 16/ 434 مختصرا: من طريق عبد الوارث بن سعيد، ستتهم عن عثمان بن مسلم البتي، عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب، وعن فرشة السبع، وأن يوطن الرجل مقامه في الصلاة كما يوطن البعير".

وإسناده ضعيف، عبد الحميد بن سلمة، ويقال: ابن يزيد بن سلمة: مجهول.

وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 4/ 162:

"سلمة جده - يعني: جد عبد الحميد - لا أبوه، وأن الدارقطني، قال: إنه لا يعرف".


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

الأحد، 26 يناير 2020

النهي عن الصلاة بعد العصر إلا والشمس مرتفعة أو بيضاء نقية




(22) "لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة".

ضعيف - أخرجه أحمد 1/ 130، وابن خزيمة (1286)، والدارقطني في "العلل" 4/ 148 عن إسحاق بن يوسف، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة. قال سفيان: فما أدري بمكة يعني أو بغيرها".
وإسناده ضعيف، وفيه علل:
الأولى: عاصم بن ضمرة، قال ابن عدي في "الكامل" 6/ 387:
"عاصم بن ضمرة لم اذكر له حديثا لكثرة ما يروي عن علي مما تفرد به، ومما لا يتابعه الثقات عليه، والذي يرويه عن عاصم قوم ثقات البلية من عاصم ليس ممن يروي عنه".
وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 125-126:
"يروي عن علي، روى عنه الحكم بن عتيبة وأبو إسحاق السبيعي، كان رديء الحفظ فاحش الخطأ يرفع عن علي قوله كثيرا، فلما فحش ذلك في روايته استحق الترك، على أنه أحسن حالا من الحارث".
والثانية: أبو إسحاق السبيعي مدلس، ولم يصرّح بسماعه.
والثالثة: قال الدارقطني:
"حدث بهذا الحديث إسحاق الأزرق، عن الثوري...ولم يتابع عليه، والصحيح حديث منصور، عن هلال بن يساف" وسيأتي الكلام عليه في الطريق الأخرى.
وقال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 7/ 315 ترجمة الأزرق: "ربما غلط".
وهو محرّف في المطبوع من "الطبقات" إلى "خلط"، وقد نقله عنه على الصواب الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 6/ 318، والمزي في "تهذيب الكمال" 2/ 500، والحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 1/ 257.
وقال الإمام أحمد كما في "العلل" (1468):
"الأزرق كثير الخطأ عن سفيان، وكان الأزرق حافظًا، إلا أنه كان يخطئ".
وقد أشار الإمام أحمد في "مسنده" إلى خطأ الأزرق في هذا الحديث فإنه بعد أن ذكر حديث وهب بن الأجدع عن علي مرفوعا "لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة"، فأتبعه بقوله:
"وحدثناه إسحاق بن يوسف، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عاصم...الحديث".
ففيه إشارة إلى خطأ إسحاق الأزرق إذ جعله من رواية أبي إسحاق.
والرابعة: قال ابن خزيمة:
"هذا حديث غريب".
قلت: وجه الغرابة فيه أن متن هذا الاسناد هو أن "رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي على إثر كل صلاة مكتوبة ركعتين إلا الفجر والعصر".
أخرجه أبو داود (1275)، والنسائي في "الكبرى" (339)، وأحمد 1/ 124 و 130، وعبد الرزاق (4823)، وابن أبي شيبة 2/ 350، وعبد بن حميد (71)، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 144، والبزار (674)، وأبو يعلى (573) و (617)، وابن خزيمة (1196)، وابن الأعرابي في "المعجم" (2321)، والطحاوي 1/ 303، وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص 240)، والبيهقي 2/ 459 من طرق عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 246 وقرن بالثوري: مسعر بن كدام.
وفي إسناده محمد بن القاسم الأسدي وهو متهم بالكذب.
وتابع الثوريَّ: مطرف:
أخرجه البزار (689) من طريقه، عن أبي إسحاق به.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/ 69 من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي به.
وقال الدارقطني:
"والمحفوظ حديث عاصم عن علي".
وله طريق أخرى عن علي:
أخرجه أبو داود (1274)، والنسائي (573)، وفي "الكبرى" (371) و (1564)، وأحمد 1/ 80-81 و 129 و 141، والشافعي في "الأم" 7/ 175، والطيالسي (110)، وابن أبي شيبة 2/ 348-349، والفاكهي في "أخبار مكة" (514) و (515)، وأبو يعلى (411) و (581)، وابن الجارود في "المنتقى" (281)، وابن خزيمة (1284) و (1285)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5268) و (5269) و (5270) و (5271)، والمحاملي في "الأمالي" (179)، وابن المنذر في "الأوسط" (1085)، وابن حبان (1547) و (1562)، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 34-35، وابن حزم في "المحلى" 3/ 31، والبيهقي 2/ 459، وفي "المعرفة" (5236)، والضياء في "المختارة" (763-766)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 1/ 39، والمزي في "تهذيب الكمال" 31/ 112-113 من طرق عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يَسَاف، عن وهب بن الأجدع، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة".
وفي لفظ: "لا يصلى بعد العصر إلا أن تكون الشمس بيضاء نقية".
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5272) من طريق شريك، عن منصور، عن سالم وهو ابن أبي الجعد، عن وهب بن الأجدع به.
شريك هو القاضي: وهو سيء الحفظ، وقال الدارقطني في "العلل" 4/ 148:
"والصحيح حديث منصور، عن هلال بن يساف".
وقال ابن خزيمة:
"سمعت محمد بن يحيي يقول: وهب بن الأجدع قد ارتفع عنه اسم الجهالة، وقد روى عنه الشعبي أيضًا وهلال بن يساف".
وقال الذهبي في "اختصار السنن الكبرى" 2/ 890:
"إِسناده مع نكارته صحيح فإِن وهبًا كبير يروي عن عمر وعلي، حدث عنه الشعبي أيضًا، وقال المؤلف - يعني: البيهقي -: ليس بمخرج في (الصحيحين) وهو فرد، وما مضى في النهي أكثر وأصح، فهو أولى أن يكون محفوظًا، وجاء عن علي بخلافه".
وقد أحسن صاحبا "تحرير تقريب التهذيب" 4/ 69 في تعقبهما الحافظ في "تقريبه" إذ قال: (ثقة)، فقالا:
"بل: مقبولٌ، فقد روى عنه اثنان فقط، ووثقه العجلي المعروف بتساهله في توثيق الكوفيين، وذكره ابن حبان في (الثقات)".
وفي كلام ابن خزيمة إشارة إلى جهالة حال وهب بن الأجدع، وأنّى لنا سبر حديثه، وليس له في الدنيا إلا هذا الحديث المرفوع، وأثر عن عمر بن الخطاب، وقد وثقه العجلي وابن حبان!، وهما معروفان بالتساهل الشديد في هذا الباب، وحديثه هذا مخالف لما في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة وأبي سعيد وعائشة وغيرهم من النهي المطلق عن الصلاة بعد العصر، ولا يقال يحمل المطلق على المقيد لأن هذا إنما يكون في الحديث الثابت الذي لا يتسرب إليه الشك، ثم لو كان هذا القيد صحيحا لجاء في الأحاديث الصحيحة الآنفة الذكر، بل الثابت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يضرب الناس عليها، فلو كان هذا الحديث ثابتا لاحتجّ به مَن يصلي في هذا الوقت، وقال البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 3/ 442:
"ووهب بن الأجدع لم يحتج به صاحبا الصحيح، فلا يقبل منه ما يخالف فيه الحفاظ الأثبات، كيف وهم عدد، وهو واحد".
وذكر الأثرم حديث وهب بن الأجدع في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (ص 105) ثم قال:
"هذا...مخالفٌ للأحاديث".
وقال الإمام الشافعي:
"ولا أحد علمناه يقول بهذا بل نكره جميعا الصلاة بعد العصر والصبح نافلة".
ومن الممكن أن يكون أصل حديث وهب بن الأجدع ما أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 327 عن حفص، عن أبي العنبس، قال: سألت أبي، قلت: صليت مع علي فأخبرني كيف كان يصلي العصر؟ فقال:
"كان يصلي العصر والشمس مرتفعة".
وإسناده ضعيف، أبو العنبس هو عمرو بن مروان: صدوق كما في "التقريب".
ووالده هو مروان النخعي: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 370، وسكت عنه، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 272، وقال:
"روى عنه عمران سمعت أبي يقول ذلك ويقول: هو مجهول".
وحفص هو ابن غياث.
ومثله عن أنس، وغيره "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حية" متفق عليه، وانظر الحديث رقم (78) من كتابي "أحاديث الأحكام رواية ودراية"، وما ذُكر تحته، والله الموفق.

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام





الاثنين، 18 نوفمبر 2019

الكلام في أمور الدنيا في المسجد



(20) "سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم، ليس لله فيهم حاجة".

ضعيف - أخرجه ابن حبان (6761) أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوهاب النصري، قال: حدثنا أبو التقي، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وإسناده ضعيف، أبو التقي هو عبد الحميد بن إبراهيم الحضرمي: قال النسائي: ليس بشيء.
وقال في موضع آخر: ليس بثقة.
وقال أبو حاتم: لا يحفظ، وليس عنده كتب.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 8:
"سألت محمد بن عوف الحمصي عنه؟ فقال: كان شيخا ضريرا لا يحفظ، وكنا نكتب من نَسْخه الذي كان عند إسحاق بن زبريق لابن سالم، فنحمله إليه ونلقنه، فكان لا يحفظ الإسناد، ويحفظ بعض المتن، فيحدثنا، وإنما حملنا على الكتاب عنه شهوة الحديث، وكان محمد بن عوف إذا حدث عنه، قال: وجدت في كتاب عبد الله بن سالم وحدثني أبو تقي به.
وقال البرذعي في "سؤالاته" (ص 706):
"ذاكرتُ أبا زرعة بشيءٍ، عن محمد بن عوف، عن عبد الحميد بن إبراهيم أبي تقي، عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي.
فنسبه إلى أمرٍ غليظٍ، ثم قال لي: محمد بن عوف يُحَدِّث عنه؟ قلت: نعم، فاستعظم ذاك جدا، ثم قال: هو الذي نهاني عنه، ولم يدعني أقربه، ونسبه إلى ما أعلمتك، ثم هو يُحَدِّث عنه، ما هذا بحسن".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "كتاب فيه شيء من ذكر الدنيا" (284)، والطبراني 10/ (10452)، وأبو إسحاق المزكى في "المزكيات" (51) - انتقاء الدارقطني، وابن عدي في "الكامل" 2/ 241، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 109، والداني في "السنن الواردة في الفتن" (305)، والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي" (1285) من طريق محمد بن صدران، عن بزيع أبي الخليل الخصاف، عن الأعمش به.
بلفظ: "سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقا حلقا، إمامهم الدنيا، فلا تجالسوهم، فإنه ليس لله فيهم حاجة".
وقال ابن عدي:
"وحديث الأعمش لا أعلم يرويه غير بزيع أبي الخليل".
وإسناده تالف، بزيع أبو الخليل: متهم، قال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 199:
"يأتي عن الثقات بأشياء موضوعة كأنه المتعمد لها".
وأخرجه الحاكم 4/ 323، وأبو طاهر السِّلَفي في "المشيخة البغدادية" - مخطوط: من طريق أحمد بن بكر البالسي، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا سفيان الثوري، عن عون بن أبي جحيفة، عن الحسن بن أبي الحسن، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يأتي على الناس زمان يتحلقون في مساجدهم، وليس همتهم إلا الدنيا ليس لله فيهم حاجة فلا تجالسوهم".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
قلت: بل إسناده ضعيف جدا، وفيه علتان:
الأولى: أحمد بن بكر البالسي: ضعّفه الدارقطني، وقال الأزدي:
"كان يضع الحديث".
وقال ابن عدي:
"روى أحاديث مناكير عن الثقات".
والثانية: زيد بن الحباب صدوق يخطئ في حديث الثوري، وخالفه محمد بن يوسف الفريابي، ومعاوية بن هشام:
فأخرجه البيهقي في "الشعب" (2701) من طريق الفريابي، قال: ذكر سفيان، عن بعض أصحابه، عن الحسن: مرسلا.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 528 حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا سفيان، عن أبي حازم، عن الحسن: مرسلا.

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام




الخميس، 14 نوفمبر 2019

من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه


(19) "من أُفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه، ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه".

ضعيف - أخرجه أبو داود (3657) - ومن طريقه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/ 860 -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (410)، والخطيب البغدادي في "الموضح" 2/ 456، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/ 271 من طريق ابن وهب، والحاكم 1/ 103 - وعنه البيهقي 10/ 116، وفي "المدخل"(181) - من طريق عثمان بن صالح السهمي، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/ 991 من طريق سعيد بن أبي مريم، ثلاثتهم عن يحيى بن أيوب، عن بكر بن عمرو، عن عمرو بن أبي نعيمة، عن أبي عثمان الطنبذي رضيع عبد الملك بن مروان، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ بيتا في جهنم، ومن أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه، ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه".
وعند الحاكم: عمرو بن أبي نعيمة رضيع عبد الملك بن مروان!
وإسناده ضعيف، أبو عثمان الطنبذي: قال الدارقطني: يعتبر به.
ويحيى بن أيوب الغافقي: قال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أبو الحسن بن القطان: لا يحتج به لسوء حفظه.
وعمرو بن أبي نعيمة: مجهول الحال.
وضعّف هذا الحديث ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 4/ 68-69، وقال:
"بكر بن عمرو المعافري، مصري أيضا، إمام المسجد الجامع بمصر، يروي عن أبي عبد الرحمن الحبلي، ومشرح بن عاهان، وبكير بن الأشج، روى عنه حيوة بن شريح، وسعيد بن أبي أيوب، وابن لهيعة، ويحيى بن أيوب، ولا تعلم عدالته، وإنما هو من الشيوخ الذين لا يعرفون بالعلم، وإنما وقعت لهم روايات أخذت عنهم. بنحو ذلك وصفه أحمد بن حنبل، فإنه سئل عنه فقال: يروى عنه.
وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ".
وأشار إلى ضعفه أيضا الحافظ الذهبي في "الكاشف" (4239).
وقال الشيخ محمد عوامة في تعليقه على "الكاشف":
"وكلمته في توثيق المترجم - يعني: توثيق بكر بن عمرو لعمرو بن أبي نعيمة، وهو في "المستدرك" للحاكم 1/ 103 - جاءت في السند المشار إليه: (كان امرأ صدق)".
قلت: الذي جاء في "المستدرك": (عمرو بن أبي نعيمة رضيع عبد الملك بن مروان وكان امرأ صدق)، وهذا خطأ من الحاكم نفسه، فرضيع عبد الملك بن مروان إنما هو أبي عثمان الطنبذي كما عند أبي داود (3657)، وغيره، وبناءا على هذا الخطأ اعتبر الحاكم أن بكر بن عمرو المعافري وَثّق
عمرو بن أبي نعيمة!، وهو مجهول الحال قد فرغ من أمره.
ووقع اضطراب في إسناده:
فأخرجه الحاكم 1/ 102 - وعنه البيهقي 10/ 112، وفي "المدخل" (789) -، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/ 991 من طريق ابن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن بكر بن عمرو به.
وقال ابن عبد البر:
"وهذا الحديث في مواضع أخرى من كتاب العلم في (جامع ابن وهب)... فمرة قال: يحيى بن أيوب، ومرة قال: سعيد بن أبي أيوب".
وأخرجه أحمد 2/ 321 - ومن طريقه ابن بشران في "الأمالي" (5)، وعبد الغني المقدسي في "نهاية المراد": مخطوط - حدثنا عبد الله بن يزيد، من كتابه، قال: حدثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب، حدثني بكر بن عمرو المعافري، عن عمرو بن أبي نعيمة، عن أبي عثمان مسلم بن يسار، عن أبي هريرة به.
وأخرجه أبو داود (3657)، والبخاري في "الأدب المفرد" (259)، وإسحاق بن راهويه (334)، والدارمي (159)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (411)، والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ متعمدا" (82)، والحاكم 1/ 126، والبيهقي 10/ 112، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 2/ 327، وفي "المتفق والمفترق" (1527)، والضياء المقدسي في "حديث عبد الله بن يزيد" (69) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب بإسناده، لكن لم يذكروا فيه (عمرو بن أبي نعيمة).
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ولا أعرف له علة!".
فتعقبه الحافظ في "إتحاف المهرة" 15/ 597 بقوله:
"علته الانقطاع، ودل على قلة استحضاره، حيث أخرجه قبل قليل بذكر عمرو بن أبي نعيمة واستثناه، ثم لما ساقه من الطريق الأخرى، جزم بأنه على شرط الشيخين، ويستفاد منه أن مراده بالشرط المذكور الرواة فقط، مع قطع النظر عن الاتصال الذي هو الأصل الأول في الصحة، وكذا ما فيه علة قادحة، ومن ثم كان عندهم متساهلا".
وقال الضياء المقدسي في "حديث عبد الله بن يزيد" (ص 102):
"رواه الإمام أحمد عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن سعيد، عن بكر، عن عمرو بن أبي نعيمة، عن مسلم بن يسار، فزاد في إسناده: عمرًا، وأظنه الصواب".
وقال الشيخ الألباني في "الصحيحة" 7/ 269:
"تترجح رواية أحمد من كتاب عبد الله بن يزيد التي فيها زيادة عمرو بن أبي نعيمة في الإسناد، وبذلك ينكشف لي أن الإسناد ضعيف، خلافا لما كنت ذهبت إليه قديما في بعض التعليقات، وذلك لأن عمرو بن أبي نعيمة قال الدارقطني فيه: مصري مجهول، يترك. وأما ابن حبان، فذكره في "الثقات" 7/ 229 على القاعدة!".
وأخرجه ابن ماجه (53) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني أبو هانئ حميد بن هانئ الخولاني، عن أبي عثمان مسلم بن يسار به.
ليس فيه بكر بن عمرو، ولا عمرو بن أبي نعيمة، وأدخل في إسناده:
حميد بن هانئ الخولاني!
ولست أشك في أن هذا الإسناد خطأ، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 574 حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني بكر بن عمرو، عن أبي عثمان مسلم بن يسار به.
وأخرجه أحمد 2/ 365 من طريق رشدين، حدثني بكر بن عمرو، عن عمرو بن أبي نعيمة، عن أبي عثمان: مرسلا.
وهذا الحديث فيه نكارة، أعني نفي الإثم عن المُستفتي، فقد روى الشيخان من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا:
"إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا".


كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
17 - ربيع الأول - 1441 هجري

الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

النصيحة للسلطان بالسر



(15) "جلد عياض بن غنم صاحب دارا حين فتحت، فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض، ثم مكث ليالي، فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه، ثم قال هشام لعياض: ألم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن من أشد الناس عذابا، أشدهم عذابا في الدنيا للناس؟ فقال عياض بن غنم: يا هشام بن حكيم، قد سمعنا ما سمعت، ورأينا ما رأيت، أولم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أراد أن ينصح لسلطان بأمر، فلا يبد له علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه له. وإنك يا هشام لأنت الجريء، إذ تجترئ على سلطان الله، فهلا خشيت أن يقتلك السلطان، فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى".

منكر بهذا التمام - أخرجه أحمد 3/ 403-404، والقاسم بن سلام في "الأموال" (113)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1096)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 118، والطبراني في "مسند الشاميين" (977)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 47/ 265 و 265-266 تاما ومختصرا من طريق صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد الحضرمي، قال: فذكره، والسياق لأحمد.
وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، شريح بن عبيد: لم يذكروا له سماعا من عياض بن غنم، وقد جاء من طريق أخرى ضعيفة بينهما: جبير بن نفير [[1]]:
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1097)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 47/ 266 من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثنا أبي، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، قال: قال جبير بن نفير، قال عياض بن غنم لهشام بن حكيم: أو لم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من أراد أن ينصح لذي سلطان في أمر فلا يبده علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه له".
وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسماعيل بن عياش: قال أبو داود: رأيته ولم يكن بذاك، ودخلت حمص غير مرة وهو حي، وسألت عمرو بن عثمان عنه؟ فدفعه.
وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئا، حملوه على أن يحدث فحدث.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5425) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش به.
وإسناده تالف، عبد الوهاب بن الضحاك: متروك كذبه أبو حاتم، وقال أبو داود:
"يضع الحديث".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 18-19، والطبراني 17/ (1007)، وفي "الشاميين" (1874)، والحاكم 3/ 290، والبيهقي 8/ 164، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 47/ 266-267 عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زريق الحمصي، عن عمرو بن الحارث الحمصي، عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، عن فضيل بن فضالة، عن ابن عائذ، عن جبير بن نفير، عن عياض به.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه!".
فتعقبه الحافظ الذهبي بقوله:
"ابن زريق واه".
قلت: إن هذا الإسناد ضعيف جدا، إسحاق بن إبراهيم: أطلق محمد بن عوف أنه يكذب.
وقال النسائي: ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث.
فَقَيَّد تضعيفه بروايته عن عمرو بن الحارث، وهذا من روايته عنه.
وعمرو بن الحارث الحمصي: قال الذهبي: لا تعرف عدالته.
وقال الحافظ الذهبي في "اختصار السنن الكبرى للبيهقي" 6/ 3269:
"هذا حديث منكر، وإِسحاق رماه محمد بن عوف بالكذب".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1098)، وفي "الآحاد والمثاني" (876) من طريق عبد الحميد بن إبراهيم، عن عبد الله بن سالم به.
وعبد الحميد بن إبراهيم الحضرمي: ضعيف.
والحديث في "صحيح مسلم" (2613) من طريق عروة بن الزبير، عن هشام بن حكيم بن حزام، قال:
"مر بالشام على أناس، وقد أقيموا في الشمس، وصب على رءوسهم الزيت، فقال: ما هذا؟ قيل: يعذبون في الخراج، فقال: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: إن الله يعذب الذين يعذبون في الدنيا".
وخلاصة القول أن هذه الزيادة، أعني "من أراد أن ينصح لذي سلطان...الخ" زيادة منكرة، وهي تخالف أحاديث صحيحة تدل على فضل إنكار المنكر على السلطان، منها:
- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا، وفيه: "يخلف من بعدهم خلوف، فمن جاهدهم بيده، فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن...الحديث". أخرجه مسلم (50)، وفي "صحيح ابن حبان" (177): "سيكون أمراء من بعدي يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، لا إيمان بعده".
- ومنها حديث طارق بن شهاب، قال:
"أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان، فقام إليه رجل، فقال: الصلاة قبل الخطبة، فقال: قد ترك ما هنالك، فقال أبو سعيد: أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".
أخرجه مسلم (49)، وغيره، وقد استوفيت تخريجه في "الأربعين النووية بين الرواية والدراية" الحديث رقم (34).
- ومنها حديث جابر مرفوعا: "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله".
أخرجه الحاكم 3/ 195، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 50 و 374، وانظر "الأمالي المطلقة" للحافظ ابن حجر (131).
- ومنها حديث أم سلمة مرفوعا: "إنه يستعمل عليكم أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع". أخرجه مسلم (1854).

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام



[1] - وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 28 من طريق الإمام أحمد بإسناده لكن جاء فيه: (شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير)، فلعلّه تصرّف من النسّاخ، والله أعلم.

أول من يغير سنتي رجل من بني أمية


(14) "أول من يغير سنتي رجل من بني أمية".

إسناده ضعيف - أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 14/102، وفي "المسند" كما في "المطالب العالية" (6642) – ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" 4/ 97 -، وابن أبي عاصم في "الأوائل" (63)، والدولابي في "الكنى" (922)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان" 1/ 98، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 466- 467 من طريق مهاجر بن مخلد، عن أبي العالية، عن أبي ذر: مرفوعا به.
وقال البيهقي:
"وفي هذا الإسناد إرسال بين أبي العالية وأبي ذر".
قلت: وفي إسناده أيضا: مهاجر بن مخلد، أبو مخلد، ويقال أبو خالد: قال أبو حاتم:
"لين الحديث، ليس بذاك، وليس بالمتقن، يكتب حديثه".
وجاء في مطبوع "مصنف ابن أبي شيبة"، و "دلائل النبوة"، و "الكامل" (أبو خلدة)، ووقع في مطبوع "المصنف" تقديم وتأخير في رجال إسناده!
وتحرّف في "مسند ابن أبي شيبة" كما في "المطالب" إلى (أبي مجلز).
وانقلب اسمه في مطبوع "أخبار أصبهان" إلى: (خالد أبي المهاجر).
وأما في مطبوع "الكنى" للدولابي فجاء هكذا: (عن أبي المهاجر، عن أبي خالد، عن أبي العالية)!
واضطرب في إسناده:
فأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" 1/ 170، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية" (4463) من طريقه، عن أبي العالية، عن أبي مسلم، عن أبي ذر.
وسأل الدوريُّ - كما في "تاريخ ابن معين" (3467) - ابنَ معين عن أبي مسلم هذا من هو؟ فقال: لا أدري.
قلت: هو أبو مسلم الجذمي: روى عنه جمعٌ، ووثقه العجلي (2042) – ترتيب ثقاته، وابن حبان 5/ 581.

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2019

المتمسك بسنتي عند فساد أمتي


(13) "المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد".

ضعيف - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5414) - وعنه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 200 - من طريق محمد بن صالح العدوي، قال: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن عطاء إلا عبد العزيز بن أبي رواد، وتفرد به: ابنه عبد المجيد".
وإسناده ضعيف، عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد: "مرجىء متكلم فيه".
ومحمد بن صالح العدوي، وفي "الحلية" (العذري): لم أجد له ترجمة.
وأخرجه البغوي في "الأنوار" (1237) من طريق أبي إسحاق أحمد بن
محمد بن ياسين الحداد، حدثنا أحمد بن زنجويه، حدثنا محمد بن عكاشة، حدثنا عبد الله بن داود الخريبي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد".
وإسناده تالف، محمد بن عكاشة الكرماني: قال أبو زرعة: كان كذابا.
وقال الدارقطني: يضع الحديث.
وأبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الحداد: قال الذهبي في "الميزان" 1/ 150:
"قال السلمي: سألت الدارقطني عن أبي إسحاق بن ياسين الهروي؟ فقال: شر من أبي بشر المروزي، وكذبهما".

وجاء من حديث ابن عباس، وعلي بن أبي طالب، وعمر:

أما حديث ابن عباس:
فأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 523، وابن بشران في "الأمالي" (501) و (700) - وعنه البيهقي في "الزهد الكبير" (207)، وابن العطار في "فتيا وجوابها" (27) - من طريق الحسن بن قتيبة، حدثنا عبد الخالق بن المنذر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي قال صلى الله عليه وسلم:
 "من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد".
وإسناده ضعيف جدا، فيه الحسن بن قتيبة المدائني: قال الذهبي في "الميزان" 1/ 519:
"هالك".
وعبد الخالق بن المنذر: قال الذهبي في "الميزان" 2/ 543:
"لا يعرف، تفرد عنه الحسن بن قتيبة".

وأما حديث علي بن أبي طالب:
فأخرجه ابن بطة في "الإبانة الكبرى" (145) حدثني أبو يوسف يعقوب بن يوسف الطباخ، قال: حدثنا أبو عبد الله الأيلي، قال: حدثنا عثمان بن عبد الله الأيلي، قال: حدثنا محمد بن جعفر الطالبي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 
"المتمسك بسنتي في دينه في الهرج له أجر مائة شهيد".
وهذا الإسناد على إنقطاعه بين محمد الباقر وعلي بن أبي طالب، فيه
محمد بن جعفر الطالبي: قال الذهبي في "الميزان" 3/ 500:
"تكلم فيه".
وعثمان بن عبد الله الأيلي: لم أجده.
وأبو عبد الله الأيلي: لم أتبينه.
وأبو يوسف يعقوب بن يوسف الطباخ: لم أجد له ترجمة أيضا، وجاءت نسبته في "إبطال الجيل" لابن بطة (ص 39): (الطباع).

وأما حديث عمر:
فأخرجه ابن بطة في "الإبانة الكبرى" (216) حدثنا أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي خطيب جامع المنصور، قال: حدثنا حنبل بن إسحاق، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثني شريح بن يحيى بن عمر، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 
"المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر خمسين شهيدا".
شريح بن يحيى بن عمر: لا وجود له، ولعل صوابه: شريح، عن يحيى، عن عمر، فقد أخرجه ابن بطة (212) حدثنا جعفر القافلائي، قال: حدثنا الصاغاني، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثني شريح، عن يحيى: مرسلا.

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
1 - صفر - 1441 هجري



حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام