words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الخميس، 26 يوليو 2018

ضعف حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع صوم أيام البيض





"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع صوم أيام البيض في سفر ولا حضر".

إسناده ضعيف - أخرجه النسائي (2345)، وفي "الكبرى" (2666)، والبزار (5035)، والطبراني 12/ (12320) ، والضياء في "المختارة" (100) من طريق يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به .

وقال البزار :

"وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".

قلت: وإسناده ضعيف، فيه علتان :
الأولى: جعفر بن أبي المغيرة: صدوق يهم، وقال ابن منده كما في "تهذيب التهذيب" 2/ 108:
"ليس بالقوي في سعيد بن جبير".
وروايته هذه منها، ومع وجود هذه العلة لا يمكن أن يحسّن إسناد هذا الحديث، وقد أودعه الشيخ الألباني في "الصحيحة" (580)!
لكنه حكم على إسناده بالضعف في "ضعيف النسائي" (136) فلعلّه تراجع عن تحسينه.

الثانية: يعقوب القمي: صدوق يهم كما قال الحافظ في "التقريب" (7822).


ضعف حديث خير الذكر الخفي وخير الرزق ما يكفي




"خير الذكر الخفي وخير الرزق ما يكفي".

ضعيف - أخرجه أحمد 1/ 172، وفي "الزهد" (55)، وابن أبي شيبة 10/ 375 و 13/ 240، وإسحاق بن راهويه كما في "المطالب العالية" (3282)، وأبو يعلى (731)، والبيهقي في "الشعب" (549)، وابن عبد البر في "جامع العلم وفضله" (1349) عن وكيع ( وهو عنده في "الزهد" (118) و (339) )، والمعافي بن عمران في "الزهد" (60)، وأحمد 1/ 180، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 845، وابن الأعرابي في "الزهد" (94)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1218)، والبيهقي في "الشعب" (9884) عن يحيى بن سعيد، وأحمد 1/ 187، وعبد بن حميد (137) – المنتخب، وابن الأعرابي في "الزهد" (95)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1219)، والبيهقي في "الشعب" (548) عن عثمان بن عمر  والشاشي (183)، وابن حبان (809) من طريق ابن وهب، وابن الأعرابي في "الزهد" (95) من طريق عبد المجيد بن جعفر، ستتهم عن أسامة بن زيد، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، أن سعد بن مالك، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: فذكره.
وإسناده ضعيف، فيه ثلاث علل :
الأولى: الانقطاع فإن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة لم يدرك سعدًا .
الثانية: محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة: ضعيف كثير الإرسال كما في "التقريب".
والثالثة: أسامة وهو ابن زيد الليثي: صدوق يهم كما في "التقريب"، وقد اضطرب في إسناده:
فأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (402) عن ابن المبارك، وأخرجه الدورقي في "مسند سعد" (74)، وابن السني في "القناعة" (28) عن عبيد الله بن موسى، كلاهما (ابن المبارك، وعبيد الله بن موسى) عن أسامة بن زيد، أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، أخبره أن عمر بن سعد ذهب إلى أبيه سعد...فذكر قصة، ثم ذكر الحديث.
وأخرجه ابن السني في "القناعة" (29)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1220) من طريق عيسى بن يونس، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، قال: قال عمر بن سعد قال: قلت لأبي: يا أبتاه، أنت من أهل بدر، وأنت ممن اختار عمر للشورى، ولم يبق من أصحاب بدر غيرك، فلو أبرزت شخصك لم يختلف عليك رجلان فقال: أجلس، حتى إذا لم يبق من أجلي إلا ظمئي دابة أخرج فأضرب الناس بعضهم ببعض؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
وأخرجه أحمد 1/ 172 و 180 حدثنا علي بن إسحاق، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (172)، والبيهقي في "الشعب" (550) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، كلاهما عن ابن المبارك، عن أسامة بن زيد، قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان: أن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، عن سعد بن أبي وقاص به.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1883) من طريق يحيى الحماني، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، أن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، أخبره أن عمر بن سعد أخبره أنه سمع أباه: فذكره.

السبت، 21 يوليو 2018

ضعف حديث ومن أهان سلطان الله في الدنيا أهانه الله يوم القيامة


(4) "من أكرم سلطان الله في الدنيا، أكرمه الله يوم القيامة، ومن أهان سلطان الله في الدنيا، أهانه الله يوم القيامة  ."


إسناده ضعيف - أخرجه الترمذي (2224) ، وأحمد 5/ 42 و 48-49، والطيالسي (887)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 367، وابن أبي عاصم في "السنة" (1017) و (1018) و (1024)، والبزار (3670)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (419)، وابن حبان في "الثقات" 4/ 259، والبيهقي  8/ 163- 164، وفي "الشعب" (7373)، والخطيب في "المتفق والمفترق" (443)، والشجري في "أماليه" 2/ 226، وابن عساكر في "تاريخ دمشق " 29 /254-255، والمزي في "تهذيب الكمال" 7/ 399 من طرق عن حميد بن مهران الكندي، حدثني سعد بن أوس، عن زياد بن كسيب العدوي، عن أبي بكرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: فذكره. 
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن غريب".
وفي بعض النسخ 4/ 502: "هذا حديث غريب"، وهو أقرب إلى حقيقة إسناده، لعلتين :
الأولى: سعد بن أوس: ضعفه ابن معين ووثقه ابن حبان، وقال الساجي: صدوق.
وقال الذهبي:
"ضعف، وقواه ابن حبان".
وقال الحافظ في "التقريب" (2231):
"صدوق له أغاليط". 
والثانية: زياد بن كسيب: مجهول .
وذكره البغوي في "شرح السنة" 10/ 54 بقوله:
"ويروى مرفوعا بإسناد غريب عن أبي بكرة".
قلت: وهذا تضعيف منه له، وهو الحق .
والشطر الأول منه جاء موقوفًا على أبي بكرة :
أخرجه ابن أبي عاصم (1025) حدثنا محمد بن علي بن ميمون، حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي مرحوم، عن رجل من بني عدي، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، يقول: 
"من أجل سلطان الله أجله الله يوم القيامة"
وهذا على وقفه ضعيف، وله علل :
الأولى: موسى بن داود هو الضبي: صدوق فقيه زاهد له أوهام كما قال الحافظ .
الثانية: ابن لهيعة: سيء الحفظ .
الثالثة: جهالة هذا الرجل الذي لم يسم .
فالخلاصة أن هذا الحديث ضعيف، والذي دفعني لتخريجه وبيان حاله أن البعض يتبجّح ويستدل بهذا الحديث، وينزّله على الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله تعالى، ويقول هذا سلطان الله، وولي أمر المسلمين!! فأقول له: اسْتَحِ من ربك، أفيقال لمن لا يحكم بما أنزل الله أنه سلطان الله؟!! والله يقول في كتابه العظيم: {لا ينال عهدي الظالمين}،وقال سبحانه :{لا عدوان إلا على الظالمين}، وقال تبارك وتعالى: {والله لا يحب الظالمين}، قال الآلوسي في "روح المعاني" 2/ 177:
"أي: لا يريد تعظيمهم ولا يرحمهم ولا يثني عليهم، أو المراد يبغضهم على ما هو الشائع في مثل هذه العبارة".
ولا يقال لأي حاكم أنه سلطان الله إلا إذا أقام الكتاب والسنة واتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك هو سلطان الله .
أما إذا كان ظالما – على أحسن أحواله – فليس هو المقصود بهذا الحديث على فرض ثبوته، قال مالك بن أنس إمام دار الهجرة:
"إِن كان مثل عمر بن عبد العزيز وجب على الناس الذبّ عنه والقيام معه، وأما غيره فلا، دعه وما يراد منه ينتقم الله من الظالم بظالم ثُمَّ ينتقم من كليهما " ذكره في "شفاء الغليل" 2/ 1099، و"منح الجليل شرح مختصر خليل" 9/ 195.
وقال الحافظ في "الفتح" 12/ 315:
"أخرج الطبري بسند صحيح عن عبد الله بن الحارث، عن رجل من بني نضر، عن علي وذكر الخوارج، فقال: إن خالفوا إماما عدلا فقاتلوهم وإن خالفوا إماما جائرا فلا تقاتلوهم فإن لهم مقالا".
وجاء في الحديث الذي رواه الترمذي (2259) وصححه من حديث كعب ابن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"سيكون بعدي أمراء، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني، ولست منه، وليس بوارد عليَّ الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم، ولم يصدقهم بكذبهم، فهو مني وأنا منه، وهو وارد عليَّ الحوض".
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" 28/ 508 - معلقًا على هذا الحديث -:
 "فإذا أحاط المرء علما بما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد الذي يقوم به الأمراء إلى يوم القيامة وبما نهى عنه من إعانة الظلمة على ظلمهم: علم أن الطريقة الوسطى التي هي دين الإسلام المحض جهاد من يستحق الجهاد كهؤلاء القوم المسئول عنهم مع كل أمير وطائفة هي أولى بالإسلام منهم إذا لم يمكن جهادهم إلا كذلك، واجتناب إعانة الطائفة التي يغزو معها على شيء من معاصي الله، بل يطيعهم في طاعة الله ولا يطيعهم في معصية الله إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
 وهذه طريقة خيار هذه الأمة قديما وحديثا، وهي واجبة على كل مكلف، وهي متوسطة بين طريق الحرورية وأمثالهم ممن يسلك مسلك الورع الفاسد الناشئ عن قلة العلم وبين طريقة المرجئة وأمثالهم ممن يسلك مسلك طاعة الأمراء مطلقا وإن لم يكونوا أبرارا".
وقد كتبت مقالا بعنوان (نصيحة وبيان وبراءة) بيّنتُ فيه كفر الذين يحكمون بالقوانين الوضعية، وجاء من حديث عبد الله بن عباس، وحذيفة ابن اليمان، وأبي ذر الغفاري، وفيها بيان من هو السلطان الذي جاء الوعيد فيمن أهانه:


أما حديث ابن عباس:
فأخرجه الطبراني 11/ (11216) حدثنا ابن حنبل، حدثنا محمد بن أبان الواسطي، حدثنا أبو شهاب، عن أبي محمد الجزري وهو حمزة النصيبي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أعان بباطل ليدحض بباطله حقا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، ومن مشى إلى سلطان الله ليذله أذله الله مع ما يدخر له من الخزي يوم القيامة، سلطان الله كتاب الله وسنة نبيه، ومن تولى من أمراء المسلمين شيئا فاستعمل عليهم رجلا وهو يعلم أن فيهم من هو أولى بذلك وأعلم منه بكتاب الله وسنة رسوله، فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين، ومن ترك حوائج الناس لم ينظر الله في حاجته حتى يقضي حوائجهم ويؤدي إليهم بحقهم، ومن أكل درهم ربا فهو ثلاث وثلاثين زنية، ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به".
وهذا إسناد تالف، حمزة بن أبي حمزة النصيبي: متروك متهم بالوضع.
وأبو شهاب هو عبد ربه بن نافع الكناني.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 73-74 من طريق إبراهيم بن
عبد الله بن أيوب، حدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا إبراهيم بن زياد القرشي، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس به.
وإسناده مسلسل بالضعفاء من خصيف فما دونه حاشا محمد بن بكار:
خصيف: صدوق سيء الحفظ، خلط بأخرة، ورمي بالإرجاء.
وإبراهيم بن زياد القرشي: قال الخطيب:
"في حديثه نكرة" وأسند إلى يحيى بن معين أنه قال: إبراهيم بن زياد القرشي لا أعرفه.
وقال البخاري: لا يصح إسناده.
وقال العُقيلي: هذا الشيخ يحدث عن الزهري، وعن هشام بن عروة، فيُحيل حديث الزهري على هشام، وحديث هشام على الزهري، ويأتي أيضا عنهما بما لا يُحفظ.
وإبراهيم بن عبد الله بن أيوب، أبو إسحاق المخرمي: قال الدارقطني: ليس بثقة، حدث عن قوم ثقات بأحاديث باطلة.
وأخرجه الطبراني في "المعحم الصغير" (224)، وفي "مسند الشاميين" (63)، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 328 من طريق سعيد بن رحمة المصيصي، حدثنا محمد بن حمير، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أعان ظالما بباطل ليدحض بباطله حقا فقد برئ من ذمة الله عز وجل، وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أكل درهما من ربا فهو مثل ثلاث وثلاثين زنية،
ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن إبراهيم بن أبي عبلة واسم أبي عبلة شمر، وقد قيل: طرخان، والصواب شمر، إلا محمد بن حمير، تفرد به سعيد بن رحمة".
وهو على خلوّه من موضع الشاهد، قال فيه ابن حبان:
"سعيد بن رحمة بن نعيم من أهل المصيصة يروي عن محمد بن حمير ما لم يتابع عليه، روى عنه أهل الشام لا يجوز الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات".
وأخرجه مسدد كما في "المطالب العالية" (2933)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1462)، وابن زنجويه في "الأموال" (44)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (597) و (639)، والطبراني 11/ (11534) و (11539) و (11544)، والحاكم 4/ 92 و 100من طريق حسين بن قيس الرحبي، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعا يزيد بعضهم على بعض، وفيه "من مشى إلى سلطان الله في الأرض ليذله، أذل الله رقبته قبل يوم القيامة مع ما ذخر له من العذاب، وسلطان الله كتابه وسنن نبيه".
وإسناده ضعيف جدا، الحسين بن قيس الرحبي: متروك.
ووقع تحريف في كتاب "السنة" (خالد بن حسين بن قيس) والصواب (خالد، عن حسين بن قيس).
وقال الحاكم:
"صحيح الإسناد ولم يخرجاه!" فتعقبه الذهبي بقوله:
"حنش الرحبي ضعيف".
ولو صحّ لكان مفسرا لـلمراد بــ (سلطان الله).


وأما حديث حذيفة:
فأخرجه البزار (2847) و (2848) من طريق كثير بن أبي كثير، عن ربعي ابن حراش، عن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من قوم مشوا إلى سلطان الله ليذلوه إلا أذلهم الله قبل يوم القيامة".
وقال البزار:
"وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من حديث حذيفة عنه بهذا الإسناد".
وإسناده فيه لين، كثير بن أبي كثير التيمي أبو النضر: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 211، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 156، وقال:
"سئل يحيى بن معين عن كثير أبي النضر؟ فقال: ضعيف الحديث.
وقال سألت أبي عن كثير أبي النضر؟ فقال: شيخ مستقيم الحديث".
وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 350.
وقال الحافظ في "التقريب" (5628):
"مقبول" يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث.
وأخرجه المحاملي في "الأمالي" (327) حدثنا عمر بن الحسين قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حفص، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد، قال:
"تجهزت بنو عبس إلى عثمان، فبلغ ذلك حذيفة قال: اربعوا على أنفسكم، فإني سمعترسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن أول فرقة تسير إلى سلطان الله في الأرض ليذلوه أذلهم الله يوم القيامة".
وهذا إسناد ضعيف، الحسين إن كان ابن يزيد الطحان: فلين الحديث، وإن كان غيره فلم أعرفه، ومثله عمر بن الحسين، وله طريق أخرى عن حفص ابن غياث:
أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 3/ 1144 حدثنا حيان بن بشر، عن يحيى بن آدم قال: حدثنا حفص بإسناده إلى زياد بن علاقة، بلفظ:
"إن أول عصابة تسير إلى سلطان لتذله لا يكون لهم يوم القيامة وزن".
وهذا إسناد منقطع، زياد بن علاقة لم يدرك حذيفة، وهو خبر مقيّد بأوّل عصابة تخرج على خليفة المسلمين، والصحيح أنه موقوف على حذيفة رضي الله عنه:
أخرجه ابن أبي شيبة 15/ 126 حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرني شيبان، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، عن حذيفة بن اليمان، قال:
"ألا لا يمشين رجل منكم شبرا إلى ذي سلطان ليذله، فلا والله لا يزال قوم أذلوا السلطان أذلاء إلى يوم القيامة".
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (20715) عن معمر، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 3/ 1144، وابن زنجويه في "الأموال" (47)، والآجري في "الشريعة" (1470) من طريق الأعمش، كلاهما عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن حذيفة، قال:
"تجهز ناس من بني عبس إلى عثمان ليقاتلوه، فقال حذيفة: ما سعى قوم ليذلوا سلطان الله في الأرض إلا أذلهم الله قبل أن يموتوا".
وأخرجه الداني في "السنن الواردة في الفتن" (129) حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدثنا أحمد بن ثابت (كذا بالمثلثة، والصواب: نابت)، قال: حدثنا الأعناقي، قال: حدثنا نصر بن مرزوق، قال: حدثنا علي بن معبد، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن مجالد، عن أبي السفر، قال: حدثني رجل من بني عبس، عن حذيفة، قال:
"ما مشى قوم شبرا إلى السلطان ليذلوه إلا أذلهم الله".
وإسناده ضعيف، مجالد بن سعيد: ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره.
وفيه من لم يسم.


وأما حديث أبي ذر:
فأخرجه أحمد 5/ 165 مطولا، وابن أبي عاصم في "السنة" (1020)، والبيهقي في "الشعب" (6989) من طريقين عن العوام بن حوشب، حدثنا القاسم بن عوف الشيباني، عن رجل، قال:
"حملت لأبي ذر شيئا، فقال أبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه كأني بعدي سلطان، فلا تذلوه، فمن أراد أن يذله خلع ربقة الإسلام من عنقه، وليس يقبل منه توبة حتى يسد ثلمته التي ثلم، وليس بفاعل" واللفظ لابن أبي عاصم.
وإسناده ضعيف، القاسم بن عوف الشيباني: مختلف فيه.
وفيه من لم يسم.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (81) من طريق إسحاق الأزرق، قال: حدثنا العوام بن حوشب به، ليس فيه الرجل المبهم، والقاسم ابن عوف الشيباني لم يدرك أبا ذر، وقال أبو حاتم كما في "العلل" (2732):
"هذا أخطأ فيه إسحاق، رواه غير إسحاق، عن العوام، عن القاسم بن عوف، عن رجل من عنزة، عن أبي ذر، وهو الصحيح".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1019) حدثنا راشد بن سعيد أبو بكر، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا مروان بن جناح، حدثنا نصير مولى خالد، عن أبي ذر مرفوعا نحوه.
وإسناده ضعيف، نصير مولى خالد: قال الحافظ:
"مستور".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1079) حدثنا الحسن بن البزار، حدثنا أبو توبة، حدثنا محمد بن مهاجر، عن ابن حلبس، عن معاوية بن أبي سفيان، قال:
"لما خرج أبو ذر إلى الربذة، لقيه ركب من أهل العراق، فقالوا: يا أبا ذر، قد بلغنا الذي صنع بك، فاعقد لواء يأتك رجال ما شئت، قال: مهلا مهلا يا أهل الإسلام، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون بعدي سلطان فأعزوه، من التمس ذله ثغر ثغرة في الإسلام، ولم يقبل منه توبة حتى يعيدها كما كانت".
وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات، والحسن بن البزار: صدوق، وثقه الإمام أحمد، وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي: صالح.
وقال أيضا: ليس بالقوي.
قال المعلمي في "التنكيل" 1/ 442:
"كلمة (ليس بقوي) تنفي القوة مطلقا وإن لم تثبت الضعف مطلقا، وكلمة (ليس بالقوي) إنما تنفي الدرجة الكاملة من القوة، والنسائي يراعي هذا الفرق فقد قال هذه الكلمة في جماعة أقوياء".


 كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام



الخميس، 21 يونيو 2018

ضعيف حديث: "من قال دبر كل صلاة وإذا أخذ مضجعه: الله أكبر كبيرا، عدد الشفع والوتر...".

"من قال دبر كل صلاة وإذا أخذ مضجعه: الله أكبر كبيرا، عدد الشفع والوتر، وكلمات الله التامات، الطيبات المباركات ثلاثا، ولا إله إلا الله مثل ذلك، كن له في قبره نورا، وعلى الجسر نورا، وعلى الصراط نورا حتى يدخلنه الجنة، أو يدخل الجنة".

إسناده ضعيف - أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 10/ 229 حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا مسعر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن طيسلة، عن ابن عمر، قال: فذكره.
وهذا إسناد موقوف ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن عبيد القرشي التيمي الكوفي، مولى آل طلحة بن عبيد الله: ثقة، من الطبقة السادسة من الذين عاصروا صغار التابعين، ولم يذكر أحد أنه يروي عن طيسلة، وإن طيسلة هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 398، فقال:
 "طيسلة بن مياس: يروي عن ابن عمر روى عنه يحيى بن أبي كثير".
وقال في موضع آخر من "الثقات" 4/ 399:
 "طيسلة بن علي البهدلي: من أهل اليمامة يروي عن ابن عمر في الكبار السبع روى عنه عكرمة بن عمار".
وكذا فرّق بينهما الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 13/ 467-468، ولقد شنّع عليه الحافظ مغلطاي تفريقه بينهما، فقال في "إكمال تهذيب الكمال" 7/ 95-96:
"النسبة واحدة والمروي عنه واحد والراوي عنهما كذلك فأي تفرقة يكون بينهما سوى الاختلاف في اسم الأب فيحتمل أنه نسب تارة إلى أبيه، وأخرى إلى جده، ولعل قائلا أن يقول: إيش الملجئ إلى ما تقوله ولم لا تكون التفرقة صوابا؟ قلنا: لأن إمام هذه الصنعة - يعني البخاري - جمع بينهما فقال في "تاريخه" - 4/ 367 -: طيسلة بن مياس سمع ابن عمر روى عنه يحيى بن أبي كثير، نسبه مسدد، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن زياد ابن الحارث قال: حدثني طيسلة بن مياس.
وقال النضر بن محمد: ثنا عكرمة بن عمار قال: ثنا طيسلة بن علي البهدلي سمع ابن عمر وقال وكيع: عن عكرمة: طيسلة بن علي النهدي أن ابن عمر كان ينزل الأراك يوم عرفة وبهدلة من بني سعد: والنهدي لا يصح.
 وبنحوه ذكره يعقوب بن سفيان في "تاريخ الكبير".
وقال ابن خلفون في "الثقات": طيسلة بن مياس ويقال ابن علي البهدلي.
وذكره أيضا ابن شاهين في "الثقات".
وكشف قناع هذه المسألة وأوضح أمر هذه المعضلة الحافظ أحمد بن هارون البرديجي لما ذكره في طبقة التابعين في "الأفراد" - (ص 64) - فقال: طيسلة بن مياس ومياس لقب وهو طيسلة بن علي، روى عنه يحيى بن أبي كثير وزياد بن مخراق يمامي حنفي".
قلت: لقد أحسن الحافظ ابن حجر في "التقريب" (3050) بقوله في ترجمة طيسلة أنه مقبول يعني حيث يتابع وإلا فليّن الحديث، فإن تفرّد مثل هذا الراوي بحديث لا يقبل حتى يُتابع عليه، أو يأتي التصريح بنسبته إلى أبيه لأن مبنى الرواية على اليقين في الثقة بالرواة، وقد وقع الاختلاف في اسم أبي طيسلة، فأما ابن علي فقد وثقه ابن معين، وأما ابن مياس فلم يؤثر توثيقه إلا عن ابن حبان وهو معروف بالتساهل في التوثيق، فإن قيل هما واحد، قلنا هذا مبني على الاحتمال وليس على الجزم، والله أعلم.


حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام