words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

ضعف حديث (من صلى ولم يعط كل عضو منها حقه لعنه ذلك العضو حتى يفرغ من صلاته)

"إذا سجد أحدكم فليضع وجهه وأنفه على الأرض، فإن الله عز وجل أوحى إلي أن أسجد على سبعة أعضاءٍ: الجبهة والأنف والكفين، والركبتين وصدور القدمين، وألا أكف شعرا ولا ثوبا، فمن صلى ولم يعط كل عضو منها حقه لعنه ذلك العضو حتى يفرغ من صلاته".

موضوع -  أخرجه قوام السنة في "الترغيب" (1925) من طريق علي بن أحمد الدينوري، أنبأ عبد الله بن وهب، حدثنا عبيد الله بن يوسف، حدثنا إسماعيل بن سعيد بن عبد الله الجريري قال: حدثني أبي قال: سمعت عكرمة يحدث عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذكره.

وهذا إسناد تالف، عبد الله بن وهب هو الدينوري وهو عبد اللهِ بن محمد أيضا: رماه بالكذب عمر بن سهل بن كدو.
وقال ابن عقدة: كتب إلى ابن وهب جزأين من غرائب سفيان الثوري فلم أعرف منها إلا حديثين، وكان قد سواها عامتها على شيوخه الشاميين فكنت أتهمه.
وقال السلمي في "سؤالاته" (200):
"
سألت الدارقطني عن عبد الله بن وهب الدينوري، فقال: يضع الحديث".
وروى البرقاني، وابن أبي الفوارس عن الدارقطني: متروك.
وأما شيخه فهو عبيد الله بن يوسف الجبيري: صدوق، روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان 8/ 428، وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" 6/ 120:
"
وكان ثقة، صاحب حديث".
وأما إسماعيل بن سعيد بن عبد الله الجريري: فتحريف، والصواب: إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله الجبيري وهو صدوق وأبوه صدوق ربما وهم كما في "التقريب".
وأما أبو القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد الدينوري فلم أجد فيه جرحًا ولا تعديلا.
والذي جعلني أقوم ببيان حال هذا الحديث هو أن الحافظ الذهبي ذكره في "الكبائر" (ص 27-28) ساكتًا عنه، فقد يغترّ به من لا علم له بهذا العلم الشريف فينسب للنبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله، وقد صحّ منه قوله صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة، وأشار بيده على أنفه، واليدين والركبتين، وأطراف القدمين ولا نكفت الثياب والشعر" متفق عليه.


كتبه أحوج الناس لعفو ربه
أبــــــو ســــامي العـبــــدان
حســــــــــــــن التمـــــــام
1 – 3 – 1439 هجري

ضعف حديث (من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه)

"من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه، لا ينبغي لصاحب القرآن أن يحد مع من حد، ولا يجهل مع من جهل وفي جوفه كلام الله تعالى".

ضعيف - أخرجه الحاكم 1/ 552، وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات" 1/ 403- طبعة دار الكتاب، وفي "الشعب" (2353) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا خالد بن يزيد، عن ثعلبة بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذكره.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد" وأقره الذهبي!
قلت: إسناده ضعيف، وفيه علتان:
الأولى: يحيى بن عثمان بن صالح السهمي: قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وكتب عنه أبي، وتكلموا فيه.
وقال مسلمة بن قاسم: يتشيع، وكان صاحب وراقة، يحدث من غير كتبه، فطعن فيه لأجل ذلك.
وخالفه أبو عبيد القاسم بن سلام، فرواه في "فضائل القرآن" (ص 113) حدثنا عمرو بن طارق، عن يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد، عن ثعلبة بن أبي الكنود، عن عبد الله بن عمرو موقوفا.
وهو المحفوظ عن يحيى بن أيوب المصري موقوفا، فقد رواه عنه أيضا عبد الله بن وهب:
أخرجه أبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (52) من طريق أبي بكر عبد الله بن أبي داود، حدثنا أبو طاهر أحمد بن عمرو، حدثنا ابن وهب، أخبرنا يحيى بن أيوب، عن خالد ابن يزيد، عن ثعلبة بن أبي الكنود، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال:
"من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما، لقد أدرجت النبوة بين كتفيه غير أنه لا يوحى إليه ولا ينبغي لحامل القرآن أن يحد مع من يحد، ولا يجهل مع من يجهل، لأن القرآن في جوفه".
والثانية: ثعلبة بن أبي الكنود، قال الحافظ في "إتحاف المهرة" 9/ 440 - بعد ما ذكر رواية الحاكم -:
"ثعلبة بن يزيد ما عرفته، وفي التابعين ثعلبة بن يزيد الكوفي الحماني، عن علي، ليس هو هذا، فإن هذا مصري، ثم وجدت الحديث في كتاب ابن أبي داود: عن أبي الطاهر بن السرح، عن ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، فقال: عن خالد بن يزيد، عن ثعلبة بن أبي الكنود، عن عبد الله بن عمرو، موقوفا بزيادة ... فظهرت علة الخبر، وعرف أن ثعلبة هو ابن أبي الكنود، وأن اسم أبي الكنود: يزيد، وهو مصري معروف".
قلت: وثعلبة بن أبي الكنود: مجهول الحال، قال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 2/ 463:
"ثعلبة بن أبي الكنود الحمراوي روى عن عبد الله بن عمرو، وعائشة، وأبي موسى الغافقي - اسمه مالك بن عبادة - روى عنه خالد بن يزيد، وسليمان ابن أبي زينب".
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 175، ومسلم في "الكنى" (2838)، وابن حبان في "الثقات" 4/ 99، لكن قالوا:
" ثعلبة أبو الكنود".
وجاء عند الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 88، والطبراني 19/ (656)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 87 و 3/ 54، والدارقطني 1/ 213 و 214، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (1606) و (4513) و 4/ 1778، و"المستطرف" 2/ 229، والبيهقي 1/ 89، و"الاستيعاب" 3/ 983، و"تاريخ بغداد" 4/ 420، و"أسد الغابة" 3/ 272، و"نهذيب الكمال" 34/ 335، و"التكميل في الجرح والتعديل" 3/ 464، و"الإصابة" 4/ 191، و"تهذيب التهذيب" 12/ 252، و"حسن المحاضرة" 1/ 215 أن الكنود هي كنية والد ثعلبة.

وجاء عند أبي القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (2076)، وابن يونس في "فتوح مصر" (ص 148) و (338) أنها كنية ثعلبة، ومهما يكن فإنه مجهول الحال، وله طريق أخرى عن ابن عمرو:


أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "تخريج الكشاف" للزيلعي 2/ 217، وعنه المروزي في "قيام الليل" (ص 175) - مختصره، والطبراني 13/ (14575) عن عيسى بن يونس، والطبراني 13/ (14575) من طريق يحيى بن أبي الحجاج التميمي، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (51) و (86) من طريق عمر بن هارون، ثلاثتهم عن إسماعيل ابن رافع، عن إسماعيل بن عبيد الله بن المهاجر، عن عبد الله بن عمرو به مرفوعا.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 9/ 403 من طريق سعد بن الصلت، عن إسماعيل بن رافع به إلا أنه عنده (عبد الله بن عمر!).
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (799) أخبرنا إسماعيل بن رافع، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن عبد الله بن عمرو بن العاص موقوفا.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 68/ 225 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل بن رافع، عن رجل من أهل دمشق، عن إسماعيل بن عبيد الله به موقوفا.
وإسناده ضعيف جدا، إسماعيل بن رافع: واه.
وهو منقطع أيضا فإن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر لم يسمع من الصحابة إلا من السائب بن يزيد كما في "جامع التحصيل" (ص 146).
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 467، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (65)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 197 عن وكيع، عن إسماعيل بن رافع، عن رجل، عن عبد الله بن عمرو موقوفا.
وعند الخطيب (عن إسماعيل بن رافع، عن أبي رافع، عن رجل، عن عبد الله بن عمرو).
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2352) من طريق محرز أبي رجاء الشامي، عن إسماعيل بن عبيد الله، قال: قال عبد الله بن عمرو: فذكره موقوفا.
ومحرز أبو رجاء الشامي هو محرز بن عبد الله الجزري: صدوق يدلس كما في "التقريب" وقد عنعنه، وقد يكون دلّس إسماعيل بن رافع، أو أنه سقط منه.
وإسماعيل بن عبيد الله عن ابن عمرو منقطع كما تقدّم.
وأخرجه القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (ص 113-114) حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو، قال:
"من قرأ القرآن فقد اضطربت النبوة بين جنبيه، فلا ينبغي أن يلعب مع من يلعب، ولا يرفث مع من يرفث، ولا يتبطل مع من يتبطل، ولا يجهل مع من يجهل".
وإسناده ضعيف، عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد: صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة كما في "التقريب".
وأبو يحيى: لم يتبيّن من هو فقد بحثت في شيوخ معاوية بن صالح ممن يكنى بأبي يحيى، فوجدت اثنين منهم، وهما: سليم بن عامر الكلاعي الخبائري، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وكلاهما لا رواية لهما عن ابن عمرو، وبحثتُ فيمن يروي عن ابن عمرو ممن كنيته أبو يحيى فوجدت السائب بن مالك، وعمرو بن ميمون الأودي، ومصدع الأعرج المعرقب الكوفي، ومحمد بن هدية الصدفي - وهذا ليس له إلا حديث واحد فمن المستبعد جدا أن يكون هو -، وعطية بن قيس الكلابي، وهؤلاء كلهم لم يرو عنهم معاوية بن صالح، والله أعلم.

وجاء شطر منه في حديث البراء بن عازب:
أخرجه تمام في "الفوائد" (301) أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن، حدثنا أحمد بن بشر، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، حدثنا طلحة، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"زينوا القرآن بأصواتكم ورتلوه، ولا تهذوا القرآن كهذ الشعر، ولا تنثروا نثر الدقل، ينبغي للقارئ أن يفهم ما يقرأ ولتالي آية من كتاب الله عز وجل أفضل مما تحت العرش إلى تخوم الأرضين السفلى السابعة، وما تقرب المتقربون بشيء أحب إلى الله عز وجل مما خرج منه، يعني القرآن، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد حقر ما عظم الله عز وجل، وعظم ما حقر الله عز وجل، وأفضل ما عبد الله عز وجل به قراءة القرآن في الصلاة، والعبادة التي تليها قراءة القرآن في غير صلاة، ومن قرأ من القرآن في يوم وليلة مائتي آية نظرا متع ببصره أيام حياته، ورفع له مثل ما في الدنيا من شيء رطب ويابس حسنة، والنظر في المصحف عبادة، ومن قرأ القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه، ومن قرأ القرآن قائما فله بكل حرف مائة حسنة، ومن قرأه في الصلاة قاعدا، فله بكل حرف خمسون حسنة، ومن قرأ في غير صلاة فله بكل حرف عشر حسنات، ومن استمع إليها فله بكل حرف حسنة، ومن قرأ القرآن فأعربه، فله بكل حرف أربعون حسنة، ومن قرأ القرآن بلحن وتطريب فله بكل حرف عشرون حسنة، ومن قرأ القرآن كقراءة العامة فله بكل حرف عشر حسنات، والعجم يقرأ القرآن غضا كما نزل، والقرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوه وتعاهدوه واقتنوه وتغنوا به، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من صدور الرجال من المخاض في العقل. ثم قرأ {يؤتي الحكمة من يشاء ومن
 يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] فالكثير من الله عز وجل ما لا يحصيه إلا الله عز وجل الواحد القهار، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية لم يحاجه القرآن يوم القيامة، ومن قرأ خمسمائة كتب له قنطار من الأجر".
هذا الحديث عند أبي داود الطيالسي في "مسنده" (774) حدثنا شعبة، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"زينوا القرآن بأصواتكم"، فالحديث بهذا التمام الذي ساقه تمّام ليس بتَمام وهو منكر، ففي إسناده محمد بن يحيى وهو التمار: قال الدارقطني:
" ليس بالمرضي".
وقال الذهبي في "الميزان" 4/ 65:
"أتى بخبر منكر".
وأحمد بن بشر بن حبيب بن زيد أبو عبد الله الصوري: مجهول الحال، ذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 71/ 42، وقال:
"قدم دمشق وحدث بها عن جماعة، وحدث عنه جماعة".
وشيخ تمام: مجهول الحال أيضا، ذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/ 262، وسكت عنه.


كتبه أحوج الناس لعفو ربه
أبو سامي العبدان
حسن التمام

19 - 1 - 1439 هجري.

ضعف حديث (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)

عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به".



إسناده ضعيف -  أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (15) ، ومن طريقه قوّام السنة في "الحجة في بيان المحجة" (103) ، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" (279): عن محمد بن مسلم بن أبي واره ، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" (279) من طريق أبي الأحوص ، كلاهما عن نعيم بن حماد حدثنا عبد الوهاب الثقفي ثنا بعض مشيختنا هشام أو غيره عن محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"
لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".
وأخرجه قوّام السنة في "الترغيب" (30): من طريق أحمد بن مهدي، ثنا نعيم بن حماد، أنا بعض مشايخنا: هشام أو غيره، عن محمد بن سيرين به .
فسقط من إسناده شيخ نعيم بن حماد !
وقال الحافظ في "الفتح" 13/ 289 : "ورجاله ثقات".
قلت :إسناده ضعيف ، نعيم بن حماد : صدوق يخطىء كثيرا ، وقد اضطرب في إسناده ، فتردد هنا في إسناده عن شيخه عبد الوهاب الثقفي ثنا بعض مشيختنا هشام أو غيره ، فلم يعيّن شيخه هل هو هشام أم غيره؟!
وأخرجه الهروي في "ذم الكلام" 2/ 169 من طريق أبي حاتم الرازي و عثمان بن سعيد قالا حدثنا نعيم بن حماد حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال سمعت بعض أشياخنا يقول حدثنا هشام بن حسان أو غيره عن ابن سيرين به .
وهنا فيه إبهام صريح لشيخ عبد الوهاب الثقفي ، وصار التردد فيما فوق شيخ 
عبد الوهاب المبهم !

وأخرجه البيهقي في "المدخل" (209) من طريق جعفر بن محمد بن فضيل ، وأبو نعيم كما في "الغرائب الملتقطة" للحافظ -مخطوط : من طريق عبد الرحمن بن حاتم المرادي أبي زيد ، والحسن بن سفيان النسوي في "الأربعين" (8) ، ومن طريقه أبو طاهر السِلفي في "الأربعين البلدانية" (ص 177) ، وفي معجم السفر (1265) ، والبغوي في "شرح السنة" (104) ، وفي "الأنوار شمائل النبي المختار" (1234) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 132-133 ، والهروي في "ذم الكلام" 2/ 168-169 ، وابن العديم في "تاريخ حلب" 5/ 2366: عن محمد بن الحسن الأعين ، ثلاثتهم (جعفر بن محمد بن فضيل ، وعبد الرحمن بن حاتم المرادي ، ومحمد بن الحسن الأعين ) عن نعيم بن حماد، ثنا عبد الوهاب الثقفي، ثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين به .
وقال البيهقي :
"
تفرد به نعيم بن حماد" ، وقد عرفتَ حاله .
 وله علة أخرى :
قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" 2/ 395 : " في إسناده عقبة بن أوس السدوسي البصري، ويقال فيه: يعقوب بن أوس أيضا، وقد خرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه حديثا عن عبد الله بن عمرو، ويقال: عبد الله بن عمر، وقد اضطرب في إسناده، وقد وثقه العجلي، وابن سعد، وابن حبان، وقال ابن خزيمة: روى عنه ابن سيرين مع جلالته، وقال ابن عبد البر: هو مجهول.
وقال الغلابي في " تاريخه ": يزعمون أنه لم يسمع من عبد الله بن عمرو، وإنما يقول: قال عبد الله بن عمرو، فعلى هذا تكون رواياته عن عبد الله بن عمرو منقطعة والله أعلم".


كتبه 
أبو سامي العبدان
حسن التمام
الثاني من ذي الحجة سنة 1437 من هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم



بيان ضعف حديث فيه حصول أجر الجماعة وإن لم يدركها !


عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج عامدا إلى المسجد، ووجد الناس قد صلوا كتب الله له مثل أجر من حضرها، ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئا".

إسناده ضعيف  - أخرجه أبوداود (564) ، والنسائي (855) ، وفي "السنن الكبرى" (930)، وأحمد 2/ 380 ، وعبد بن حميد (1455-المنتخب) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 46 ، والبزار (8180-البحر الزخار) ، والحاكم 1/ 208 ، والبيهقي 3/ 69 ، وفي "السنن الصغير" (549) ، وفي "الشعب" (2634) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 67-68 ، والمزي في "تهذيب الكمال" 25/ 409 : من طريق عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن طحلاء، عن محصن بن علي، عن عوف بن الحارث، عن أبي هريرة به .

وقال البزار :
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
وقال الحاكم
"صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
قلت : أنّى له ذلك ، فإسناده ضعيف ، وفيه ثلاث علل :

الأولى : عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة: قال الحافظ في ترجمته من " التقريب" :
 "مقبول" يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث ، ولم يرو له مسلم شيئًا .

ثانيا : محصن بن علي الفهري :قال ابن القطان في "الوهم والإيهام" 4/ 143: "مجهول".
وقال الحافظ في " التقريب ": "مستور"
 ولم يخرج له مسلم شيئًا .
-ثالثا : عبدالعزيز بن محمد وهو الدراوردي : قال أبو زرعة : سيء الحفظ .
وقال النسائي : ليس بالقوي .
وقال الحافظ : صدوق يأخذ من كتب غيره فيخطئ .

ولا يشهد له ما رواه أبو داود (563) ، ومن طريقه البيهقي 3/ 69 ، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 68 ، والمزي في "تهذيب الكمال" 28/ 239: من طريق يعلى بن عطاء، عن معبد بن هرمز، عن سعيد بن المسيب، قال: "حضر رجلا من الأنصار الموت فقال: إني محدثكم حديثا ما أحدثكموه إلا احتسابا، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة، لم يرفع قدمه اليمنى إلا كتب الله عز وجل له حسنة، ولم يضع قدمه اليسرى إلا حط الله عز وجل عنه سيئة، فليقرب أحدكم أو ليبعد، فإن أتى المسجد فصلى في جماعة غفر له، فإن أتى المسجد وقد صلوا بعضا وبقي بعض، صلى ما أدرك وأتم ما بقي كان كذلك، فإن أتى المسجد وقد صلوا فأتم الصلاة كان كذلك".
إسناده ضعيف فإن معبد بن هرمز : لا تعرف حاله ، ثم إن اللفظين يختلفان فلا يتقوى حديث أبي هريرة بحديث سعيد بن المسيب عن الأنصاري لأن حديثه يدل على مغفرة ذنوب من حضر الصلاة أدرك الجماعة أو لم يدركها بينما حديث أبي هريرة يدل على حصول أجر الجماعة وإن لم يدركها وهذا مما لم يأت في حديث الأنصاري ، والصحيح في هذا الفضل ما جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً
من تطهر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه ، إحداهما تحط خطيئته، والأخرى ترفع درجة ."
 أخرجه مسلم (666) والله أعلم .

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
الخامس عشر من ذي القعدة 1436 من هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم


ضعف حديث (ذهب الظمأ وابتلت العروق)

عن مروان المقفع قال: "رأيت ابن عمر قبض على لحيته فقطع ما زاد على الكف، وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله".

إسناده ضعيف - أخرجه أبوداود (2357)، والنسائي في "السنن الكبرى" (3315)، (10058)، وفي "عمل اليوم والليلة" (299)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (479)، والبزار (5395)، والطبراني 13/ (14097)، والدارقطني 3/ 156، والحاكم 1/ 422، والبيهقي 4/ 239، وفي "الدعوات الكبير" (499)، والبغوي في "شرح السنة" (1740)، وفي "الأنوار في شمائل النبي المختار" (703)، وقوّام السنة في "الترغيب" (1804)، والمزي في "تهذيب الكمال" 27/ 391 من طرق عن علي بن الحسن بن شقيق، حدثنا الحسين بن واقد، حدثنا مروان المقفع: فذكره
وقال الدارقطني:
" تفرد به الحسين بن واقد، وإسناده حسن ".
وقال الحاكم:
" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا بالحسين بن واقد ومروان بن المقنع!".
ونقل الحافظ عن الحاكم في "إتحاف المهرة" 8/ 677، أنه قال:
"صحيح على شرط البخاري".
وهو موافق لما نقله عنه الحافظ الذهبي في "تلخيص المستدرك".
وقال الحافظ أبو عبد الله - بن منده - كما في "تهذيب الكمال" 27/ 391:
" هذا حديث غريب لم نكتبه إلا من حديث الحسين بن واقد".
قلت: تفرّد به مروان بن سالم المقفع: وهو مجهول الحال، ولم يرو له البخاري شيئا، إنما روى له أَبو داود والنسائي حديث الباب فقط، فكيف يُقال إنه على شرط البخاري؟! لكن قال الحافظ في " تهذيب التهذيب " 10 / 93:
 "ولعله اشتبه عليه بمروان الأصفر".
ولم يرو عنه سوى الحسين بن واقد وعزرة بن ثابت فمن كان كذلك فلا ترتفع عنه سوى جهالة العين، وتبقى جهالة حاله، واستنكر الحافظ الذهبي عليه هذا الحديث الذي ساقه في ترجمته من "الميزان" 4/ 91، وأما ابن حبان فقد ذكره في كتابه " الثقات" 5/ 424 وهذا بناءا على قاعدته المعروفة في توثيق المجاهيل، ولم يزد على إيراد اسمه فقط، ومَنْ لم يذكر سوى اسمه يكون من الطبقة الخامسة وهي كما قال العلامة المعلمي في "التنكيل" 1/ 437: " لا يؤمن فيها الخلل "، وهذا الراوي لا ينفعه قول الدارقطني أن "إسناده حسن"، فإنه من المعلوم أن أكثر المتقدمين يطلقون الحُسن، ويعنون به الغرابة، ولهذا قال الحافظ في ترجمته من "التقريب":
 " مقبول " يعني حيث يُتابع وإلا فلين الحديث، وأما قول الذهبي في "الكاشف" 2/ 253:
 "وثق" فهو إشارة منه إلى أن ابن حبان وثقه، وهذا التوثيق هنا غير معتمد كما تقدم لأن ابن حبان لم يزد على إيراد اسمه فقط، والله أعلم.

كتبه أحوج الناس لعفو ربه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
1 – رمضان – 1435 هجري


ضعف حديث ( لولا شيوخ ركع ...)

مهلا عن الله، مهلا، فإنه لولا شيوخ ركع، وشباب خشع، وأطفال رضع، وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا".

ضعيف - أخرجه أبو يعلى (6402) و (6633)، والطبراني في "الأوسط" (7085)، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (483)، والبيهقي 3/ 345، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 62 عن سريج بن يونس، والبزار (8146) من طريق محمد بن موسى،كلاهما عن إبراهيم بن خُثَيْم بن عراك بن مالك، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فذكره .
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أبو هريرة بهذا الإسناد".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن خثيم إلا ابنه، تفرد به: سريج، ولا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد".
قلت: وليس كما قال رحمه الله تعالى، فلم يتفرّد به سريج، فقد تابعه محمد بن موسى.
وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 227:
"فيه إبراهيم بن خثيم، وهو ضعيف".
قلت: إسناده ضعيف جدًا، فإن ابراهيم بن خثيم متروك الحديث.
قال ابن معين: لم يكن ثقة ولا مأمونا، ومرة: ليس بشيء، وفي رواية عباس الدوري سمعه يقول: كان الناس يصيحون به يا ذاك لا شيء، ولا يكتب عنه.
 
وقال الإمام أحمد: نهى زياد بن أيوب أن يروي عنه.
وقال أبو زرعة الرازي: ليس بالقوي، منكر الحديث روى عدة أحاديث منكرة.
وقال النسائي: متروك الحديث بغدادي.
وقال الجوزجاني: غير مقنع اختلط بأخرة.
وقال الأزدي : كذاب لا يكتب حديثه.
وقال ابن عدي: متوسط في الضعفاء، وأحاديثه منها ما يتابع عليه ومنها ما لا يتابع عليه.
وقال البيهقي: 
وله شاهد بإسناد آخر غير قوي".
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (965)، والطبراني 22/ (785)، وفي "الأوسط" (6539)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 184، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6341) و (6902)، والبيهقي في "الشعب" (9362) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، والدولابي في "الكنى" (263)، وابن عدي في "الكامل" 8/ 115، ومن طريقه البيهقي 3/ 345 من طريق هشام بن عمار، كلاهما عن عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ، حدثني مالك بن عبيدة - يعني ابن مسافع الديلي - عن أبيه أنه حدثه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"لولا عباد الله ركع، وصبية رضع، وبهائم رتع، لصب عليكم العذاب صبا، ثم لترضن رضا".
وهذا إسناد ضعيف، وفيه علتان :
الأولى: مالك بن عبيدة بن مسافع، قال فيه أبو حاتم: مجهول .
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير 7/ 313، ولم يزد فيه على قوله:
مالك بن عبيدة بن مسافع الديلي عن أبيه عن جده روى عنه
 عبد الرحمن بن سعد المؤذن".
وقال ابن عدي:
"وما أظن لمالك بن عبيدة غير هذا الحديث".
وذكر ابن عدي في "الكامل" 8/ 114، والذهبي في "الميزان" 3/ 428  أن الدارمي قال: قلت لابن معين: فمالك بن عبيدة تعرفه؟ قال: ما أعرفه .

الثانية :عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ: ضعيف .
قال أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين: ضعيف .
وقال البخاري: فيه نظر .
وقال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (2447):
" منكر الحديث".
 قلت: وهذا من مناكيره .

وجاء من مرسل أبي الزاهرية حدير بن كريب:
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 100 من طريق معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"ما من يوم إلا وينادي مناد: مهلا أيها الناس مهلا، فإن لله عز وجل سطوات وبسطات ولكم قروح داميات، ولولا رجال خشع وصبيان رضع ودواب رتع لصب عليكم العذاب صبا، ثم رضضتم به رضا".
وقال أبو نعيم:

"روى أبو الزاهرية، عن أبي الدرداء، وحذيفة إرسالا، وأكثر حديثه عن جبير بن نفير، وكثير بن مرة".

كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
7 - 1 - 1436 هجري


حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام